وجود طوائف سرية في البيت الأبيض

لعبت المجتمعات والطوائف السرية دورًا مهمًا في تاريخ الغرب الحديث. بقدر ما يمكن استكشافه ، كانت أولى الجمعيات السرية التي تأسست باسم الدين ، ولكن لتعزيز قوة الأعضاء واكتساب المزيد من الثروة ، خلال الحروب الصليبية ؛ مجتمعات مثل فرسان الهيكل. هذه الجمعيات ، التي كان لها بيان يشبه العبادة ، فصلت نفسها عن جسد المجتمع وتدريجيًا ، اخترقت هذه التفتات المنفصلة ، في النسيج الاقتصادي والسياسي للغرب ، واكتسبت موقعًا لأنفسهم. في القرن الثامن عشر ، تأسست الماسونية كواحدة من أكثر الطوائف السرية نفوذاً وانتشرت تدريجياً في العديد من الدول الأوروبية بالإضافة إلى الممتلكات الاستعمارية البريطانية حول العالم. أمريكا ، الأرض الجديدة التي سرعان ما أصبحت موطنًا للأوروبيين البروتستانت والطائفيين ، استضافت أيضًا منذ نشأتها العديد من المجتمعات والطوائف السرية التي كانت متجذرة في البداية في الأفكار الدينية الراديكالية للمهاجرين الأوروبيين ؛ الطوائف التي تنشط في أمريكا اليوم أكثر من أي وقت مضى ، وسياسيون البيت الأبيض في أمس الحاجة إليها للبقاء على قيد الحياة.
الطوائف الأولى في القارة الجديدة
كان المتشددون هم المجموعة الأولى التي ظهرت في شكل طائفة دينية في العالم الجديد. المسيحيون البروتستانت الذين حولوا إنجلترا في عهد أوليفر كرومويل وحكموها لمدة ۱۸ عامًا. لقد كانوا مسيحيين جعلهم اهتمامهم وشغفهم بالعهد القديم من الكتاب المقدس ، أي كتب أنبياء بني إسرائيل ، مؤيدين ومسيحيين متعصبين للغاية. هاجر المتشددون إلى أمريكا في القرن السابع عشر وأنشأوا أول مستعمرات أوروبية على الساحل الشرقي لأمريكا ، وخاصة بالقرب من نيويورك الحالية. كانوا مترجمين وكذابين عظماء. اعتبروا أنفسهم من بين قبائل إسرائيل المفقودة (من نسل النبي يعقوب!) ، واعتبروا الأرض الأمريكية أرض الميعاد ، وافترضوا أن السكان الأصليين المحظوظين في أمريكا هم الكنعانيون أو أعداء الإسرائيليين في جنوب الأراضي الفلسطينية. الذي يجب أن يقع في أيدي التالوتيين أو جيش المؤمنين ، يدمره الدين اليهودي! كان على هذا النحو أن قصة الطائفية الأولى في تاريخ أمريكا الجديد أخذت لونًا مثل أحمر هنود هذه الأرض. سمح التفسير القائم على الأفكار البيوريتانية لهم بتقديم وجهات نظر وابتكارات جديدة للناس من وقت لآخر ؛ لقد وصل إلى النقطة التي يمكن أن تحتوي فيها أي بلدة أو قرية في أمريكا تقريبًا على كنيسة من أي نوع يحبونها. بهذه الطريقة ، لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً لظهور طوائف جديدة من كل زاوية ، وكانت التفسيرات والأناجيل الجديدة متاحة للأشخاص المؤمنين بالخرافات في الولايات الأمريكية المختلفة ؛ التفسيرات التي سمحت لهم بتعذيب العبيد السود حتى الموت وفروة رأس الهنود أحياء ، لكنهم أرادوا في قلوبهم الذهاب إلى الجنة ليكونوا مع يسوع! في الدين الجديد ، لم يكن الكتاب المقدس مركزيًا ولا تعاليم المسيح ، وما تم استخدامه كدليل هو الادعاءات التي قدمها ما يسمى بالقساوسة البروتستانت لأتباعهم ، وكلما كان هؤلاء الناس أكثر إتقانًا في فن إلقاء المحاضرات والفتن. الناس كلما زاد عملهم وأعبائهم ، كان أرخص!
الجمعيات السرية غير الدينية
لم تكن الطوائف الدينية ظاهريًا هي المجتمعات السرية الوحيدة في أمريكا ؛ كما شكل الرأسماليون والسياسيون جمعيات سرية لأنفسهم. هؤلاء الناس ، على ما يبدو مع أهداف ثقافية أو وطنية ، ولكن في الواقع مثل الطوائف الدينية ، سعوا إلى الوصول إلى السلطة. كان الماسونيون من أهم الجمعيات السرية في الولايات المتحدة. في نفس الوقت مع الماسونيين ، تم إنشاء جمعيات أخرى من قبل دوائر النخبة الأمريكية ، وأشهرها كانت جمعية الجمجمة والعظام السرية. هذا المجتمع ، الذي تأسس عام ۱۸۳۲ في جامعة ييل ، اجتذب تدريجياً أبناء الرأسماليين وتمكن من إيجاد تأثير واسع في الجسم السياسي والإداري لأمريكا. لا يتوفر الكثير من المعلومات حول معتقدات وبرامج الجمعية. أعضاء المجتمع يرفضون بشدة الكشف عن أسرار المجتمع. وتعقد اجتماعات الرابطة أيضًا في جزيرة تسمى Wahoo في نهر سانت لورانس. من المؤكد أن البرامج السرية للجمعية لا تتضمن فقط بعض العادات غير العادية ؛ يعمل الأعضاء ، مثل الماسونيين ، على تعزيز مكانة الجمعية من خلال توظيف أعضائها في مناصب رئيسية في الدولة. كان عدد من رؤساء الولايات المتحدة ، مثل تافت وجورج بوش الابن وجورج بوش الأب ، أعضاء في هذه الجمعية السرية. اختار جورج بوش الابن ، الذي كان معروفًا كعضو نشط في جمعية الجمجمة والعظام ، بعض أعضاء حكومته من بين أعضاء هذه الجمعية.
العب على مسرح البيت الأبيض
إن تغلغل الطوائف السرية في البيت الأبيض أكثر مما نتخيل. رجال الدولة الأمريكيون ، مثل السياسيين الغربيين الآخرين ، يصرون دائمًا على أصالة السلطة ويسعون إلى زيادة معامل سلطتهم. لهذا السبب يحتاجون إلى الدعم والانتماء إلى طوائف سرية ومتطرفة. الطوائف التي يمكن أن تستخدم نفوذها للتأثير على الرأي العام في أمريكا. يمكن رؤية ذروة هذا الاعتماد خلال رئاسة جورج بوش الابن. عندما أثار الإنجيليون بقيادة بات روبرتسون وجاري فالويل الرأي العام بآرائهم المتطرفة ؛ آراء وصفت دعم الكيان الصهيوني تمهيداً لعودة المسيح ، ورأت أن بناء هيكل سليمان على المسجد الأقصى سيعجل بعودة المسيح. العلاقة بين قادة البيت الأبيض ورؤساء الطوائف التي ذكرناها هي علاقة ثنائية الاتجاه. فبدلاً من جذب مشاركة الطوائف لكسب المزيد من الأصوات أو المصالح المالية الأوسع ، يزودها السياسيون الأمريكيون وأهدافهم بمساحات وتسهيلات واسعة للدعاية والأنشطة الطائفية. إن انتشار الفكر الإنجيلي في جميع أنحاء أمريكا ومعدل اختراق الكنائس المنزلية التي تتواصل مع الناس عبر التلفزيون جعل سكان البيت الأبيض على استعداد تام للتعاون مع هذه الطائفة الدينية. حتى في عهد جورج بوش الابن ، كان بات روبرتسون يعتبر مستشاره الخاص في الأمور الدينية! نوع نشاط الطوائف الدينية في البيت الأبيض أكثر جرأة من الطوائف السرية الأخرى مثل جمعية الجمجمة والعظام. يعتبر الإنجيليون المتطرفون في الوقت الحالي أحد أهم مؤيدي دونالد ترامب في أمريكا. أعلن روبرتسون مؤخرًا في لقاء وجهاً لوجه مع ترامب أن أولئك الذين يعارضون الرئيس الأمريكي يقاتلون في الواقع ضد الله! لا شك في أن هذا الدعم الكامل سينتج عنه دعم مالي وروحي للبيت الأبيض من الطوائف الدينية المتطرفة. نهج يمكن أن يزيد من حدة التوترات والقتال في العالم.
مصادر:
التحليل البنيوي للبرامج الترويجية للإنجيليين ؛ فيدا هامراز مجلة الثقافة والإعلام؛ رقم ۱۳ ربيع وصيف ۲۰۱۶
الدعاية الدينية والسياسية للإنجيليين المتشددين في الولايات المتحدة الأمريكية ؛ حيدر رضا باجيت ؛ مجلة مشكوة. رقم ۷۹ صيف ۱۳۸۲
أسرار جمعية الجمجمة والعظام. محسن شادي مزداغاني ؛ موقع Raskhun
موسوعة بريتانيكا: تحت عنوان Puritanism
تاريخ الماسونية. جيريمي هاروود ترجمة: علي شيع علي الخضر. ۲۰۱۶